قال اثنان من أكبر المقرضين في الولايات المتحدة يوم الجمعة 11 أكتوبر/تشرين الأول، إن المستهلكين الأميركيين مازالوا يتمتعون بالمرونة مع إنفاق قوي في الربع الثالث، رغم وجود إشارات على أن التضخم المرتفع قد أثر على بعض الأميركيين ذوي الدخل المنخفض
وأعلن كل من جيه بي مورغان وويلز فارغو عن أرباح قوية، وأدلى كبار المسؤولين التنفيذيين لديهما بتعليقات متفائلة، مما يخفف من مخاوف المستثمرين بشأن تأثير تكاليف الاقتراض المرتفعة على المستهلكين وإمكانية دفع الاقتصاد إلى حافة الركود، حتى مع قيام بنك جيه بي مورغان بزيادة المخصصات للقروض المتعثرة، وفقاً لرويترز.
أكبر بنك في الولايات المتحدة
ارتفعت أسهم جيه بي مورغان بنحو 5% في التداولات المسائية، في حين ارتفعت أسهم ويلز فارغو بأكثر من 6%. وصرّح جيريمي بارنوم، المدير المالي لبنك جيه بي مورغان، الذي يعد أكبر بنك في الولايات المتحدة ومؤشراً هاماً للاقتصاد الأميركي، قائلاً: "بشكل عام، نرى أن أنماط الإنفاق لا تزال قوية إلى حد ما"، مشيراً إلى أن الإنفاق قد استقر بعد فترة الانتعاش التي أعقبت الجائحة، حيث أنفق الأميركيون مبالغ كبيرة على السفر وتناول الطعام خارج المنزل.
وقد أثارت البيانات الضعيفة لسوق العمل مخاوف من أن يؤدي رفع أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفدرالي، بهدف كبح التضخم، إلى ركود اقتصادي أو "هبوط اقتصادي حاد" في الولايات المتحدة.
لكن أثناء حديثه مع المحللين، قال جيريمي بارنوم إن أنماط الإنفاق "تتماشى مع السرد القائل بأن المستهلكين في وضع مالي قوي، وتتماشى مع سوق عمل قوية".
من جانبه، قال مايكل سانتوماسيمو، المدير المالي لبنك ويلز فارغو، للصحفيين إن الإنفاق على بطاقات الائتمان والخصم، رغم انخفاضه قليلاً مقارنة ببداية العام، لا يزال "قوياً للغاية".
أفاد البنك بأن حجم عمليات الشراء باستخدام بطاقات الخصم والمعاملات قد ارتفع بنسبة تقارب 2% على أساس سنوي، في حين ارتفع حجم المبيعات باستخدام بطاقات الائتمان بنسبة 10%. وارتفع حجم مبيعات بطاقات الخصم في جيه بي مورغان بنسبة 6% مقارنة بالعام الماضي.
سوف تتضح الصورة بشكل أكبر عندما يقدم بنك أوف أميركا وسيتي غروب وهما البنكان الرئيسيان الآخران للمستهلكين في الولايات المتحدة، تقاريرهما الأسبوع المقبل، إلى جانب صدور بيانات مبيعات التجزئة. وقد قال العديد من المستثمرين إن الأرباح المعلنة يوم الجمعة تُعد إشارة إيجابية حتى الآن.
تراجع ثقة المستهلكين
أظهر مسح من جامعة ميتشيغان يوم الجمعة أن ثقة المستهلكين تراجعت أيضاً في أكتوبر/تشرين الأول بسبب الإحباط المستمر من ارتفاع الأسعار.
وقال بول نولتي، المستشار المالي الأول واستراتيجي السوق في Murphy & Sylvest في إلمهرست، إلينوي: "عندما تنظر إلى المعدل الإجمالي، يبدو جيداً، لكن أعتقد أنه متأثر أكثر من قبل المستهلكين ذوي الدخل المرتفع وذوي الثروات العالية."
وأضاف: "بالنسبة لأولئك في الفئات الأدنى، كانت الأمور أكثر صعوبة قليلاً. نحن نشهد زيادة في حالات التأخر عن سداد قروض السيارات. نحن نشهد إيداعات أصغر وزيادة في أرصدة بطاقات الائتمان".
قام كلا البنكين بتخصيص أموال لتغطية القروض المحتملة المتعثرة. حيث خصص جيه بي مورغان مبلغ 3.11 مليار دولار، بزيادة عن 1.38 مليار دولار تم تخصيصها العام الماضي، مدفوعة بشكل أساسي بخسائر محتملة في قروض بطاقات الائتمان. من ناحية أخرى، خصص ويلز فارغو مبلغ 1.07 مليار دولار، بانخفاض طفيف عن 1.2 مليار دولار تم تخصيصها في نفس الوقت من العام الماضي، رغم أنه أشار إلى أنه زاد من مخصصاته لقروض بطاقات الائتمان حيث ارتفعت الأرصدة.
اقرأ أيضاً: كيف تستفيد البنوك الأميركية من خفض الفائدة؟
كما أثارت مستويات التأخر عن سداد بطاقات الائتمان التي وصلت إلى أعلى مستوى منذ أكثر من عقد من الزمان مخاوف في وقت سابق من هذا العام من أن الأميركيين قد أصبحوا مثقلين بالديون، لكن تلك الصورة تحسنت في الربع الثاني، وفقاً لما ذكره بنك الاحتياطي الفدرالي في فيلادلفيا يوم الأربعاء.
وقال بنك فيلادلفيا إن الاقتراض المتعثر بين فترة شهر وما بعدها سجل أكبر تراجع له منذ ثلاث سنوات، على الرغم من أنه سيكون من السابق لأوانه إعلان نقطة تحول في أداء الائتمان. في ملاحظة يوم الخميس، توقع المحللون في بنك باركليز أن يشهدوا "استمرار التكيف في خسائر قروض بطاقات الائتمان، لكن بوتيرة أبطأ من الأشهر السابقة".
المصدر- سي ان بي سي عربية